بسم الله الرحمان الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتكمن هذه المسؤولية بوظيفتها الاساس تجاه زوجها,وحق زوجها عليها عظيم ,أعظم من حق والديها ,ويأتي عظم حقه بعد حق الله سبحانه وتعالى ,ويدل على عظم هذا الحق قوله تعالى:(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض )_سورة النساء الاية 34_,وهو المسؤول عنها والقيم عليها والمشرف على شؤونها ,وقال عليه الصلاة والسلام:{{لا يصلح لبشر ان يسجد لبشر ,ولو صلح لبشر ان يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها}}_رواه احمد في باقي مسند المكثرين برقم (12203).وسئلت عائشة رضي الله عنها وارضاها :أي الناس أعظم حقا على المرأة؟قالت :زوجها ,وقال عليه الصلاة والسلام:{{ايما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة }}_رواه الترميذي برقم1121
ومقررات هذا الحق على النحو الآتي:
_الطاعة المطلقة له في غير معصية الله تعالى,قال عليه الصلاة والسلام :{{اذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها:ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت}}-سبق تخريجه ص-19-. قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :أي النساء خير؟قال:{{التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره}}_رواه النسائي برقم3233 _
_حسن معاشرته وكف الأذى عنه,وينبني على ذلك إرضاِه ومراعات نفسيته ,قال عليه الصلاة والسلام :{{لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من حور العين:لا تؤذيه قاتلك الله ,فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا}}_رواه الترميذي برقم 1174_.
_التحبب إليه والتودد له ,بأن تكون ودودا,تبتسم في وجهه وتتلطف في مخاطبته,وقد وصف الله تعالى نساء الجنة بأنهن:(عربا أترابا)_الواقعة الآية 37_ والعروب هي المتوددون الى زوجها.
_حفظه في غيبته في نفسها وماله ,وقد سبق الحديث في ذلك .
_ألا تتطوع بصيام وهو حاضر إلا بإذنه ,قال عليه الصلاة والسلام:{{لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ,ولا تأذن في بيته إلا بإذنه}}_رواه البخاري برقم5195_.
_حفظ بيته وصيانته ,فلا يدخل فيه اجنبيا أو شخصا يكره دخوله ولو كان أخا لها,قال عليه الصلاة والسلام:{{ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا:فأماحقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون,ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ,ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن }}قال الترميذي هذا حديث حسن صحيح -رواه الترميذي برقم1163-
_ألا تكلفه من النفقة والقوت والكسوة مالا يطيق ,فالله سبحانه وتعالى يقول:(لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما ءاتاه الله)_الطلاق7_
_تحقيق مطالبه في حاجاته الخاصة ولا تمتنع عنه بلا عذر ,جاء في الحديث الصحيح {{إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيئ لعنتها الملائكة حتى تصبح}}_رواه البخاري رقم 5195_.
_التزين والتصنع له لأجل أن ترغبه في نفسها,فيغض بصره ولا يطلقه في الحرام ,وتحاول أن تتزين له بما يرغب ,فلا تقع عينه إلا على جميل .ولا يشم بأنفه إلا رائحة طيبة,كما أنها لا تسمعه إلاكلاما لطيفا وعبارات حسنة.
_الاعتراف بفضله وعدم كفران نعمته,ولا تجحد معروفه وبخاصة إذا ترى منه البذل والحرص ,قال عليه الصلاة والسلام:{{تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم}}ثم ذكر السبب في ذلك فقال:{{لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير }}_رواه مسلم برقم4-885_وفي الحديث الآخر :{{لو أحسنت الى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت:مارأيت منك خيرا قط}}_رواه البخاري برقم 29_
_عدم الخروج من بيته إلا بإذنه,ولو لزيارة الوالدين ,والأحاديث في ذلك كثيرة.
_القيام بشؤون بيتها من مأكل وتنظيف وغيرها,وكذا القيام بشؤونه الخاصة من تهيئة لباسهوتنظيفه ,وتهيئة اكله ونحو ذلك,روى البخاري ومسلم من حديث اسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم وارضاهم قالت:تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه ,فكنت أعلف فرسن,واستقي الماء,واحرز غربه وأعجن._رواه البخاري برقم 5224_.
وهذه فاطمة رضي الله عنها وأرضاها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي من تأثير الرحى في يدها ,وتطلب خادما يساعدها على هذه الاعمال,فيرشدها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:{{ألا أدلكما على ماهو خير لكما من خادم ؟إذا أوتيتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا و ثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين ,فهذا خير لكما من خادم }}_رواه البخاري برقم6318_
من كتاب المرأة ومسؤوليتها في الواقع المعاصر
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.وفقنا الله جميعا الى ان نكون نعم الزوجات .