لماذا الموت بعد الحياة ؟
ولماذا الفناء بعد الوجود؟
فلماذا يوجد الإنسان وبعد أن تعلق بآمال
ويكون له الأحباب في هذه الدنيا يأتي الموت ليفرقه عنهم ؟
أسئلة ربما تتبادر الى أذهان البعض ولا يعرفون الإجابة عليها،
يرد في هذا المضمار قصة جرت مع نبي الله موسى (عليه السلام)
ترد على مثل هذه الأسئلة وبشكل رائع وهي :
قال موسى (ع) : إلهي يا ذا الحساب لقد صنعت ثم هدمت صنعك
لقد خلقت من ذوات الروح الذكر والأنثى ثم خربتهم فلماذا تصنع هكذا ؟
فقال الحق : إنني أعلم أن تساؤلك هذا ليس من باب الإنكار ولا الغفلة ولا الهوى
وإلا لعاتبتك وأدبتك ولصببت عليك الأذى ،
ولكنك تريد أن تبحث في أفعالنا عن الحكمة وسر القضاء ،
وذلك لكي توقف عليها الرأي العام ،
ولكي تنضج كل عقل فج ،
فقال الله : إذن ياصاحب اللب باعتبار إنك سألت فاسمع الجواب
يا موسى أبذر بذرا في الأرض حتى تعرف الإنصاف فيما تساءلت عنه ،
فلما بذر موسى ونما بذره وتعالت السيقان وانتظمت أمسك بالمنجل وحصد الزرع ،
فجاءه النداء من وراء الغيب ،
لماذا بذرت وربيت فلما تكامل حصدته ؟
قال : يارب إنه من التخريب أن يوجد هناك حب القمح وقشوره ،
ولا تليق الحبة أن تسكن مخزن القشور ، وكذلك القشرة فوضعها في مخزن القمح فساد
وليس من الحكمة خلط هذين النوعين فالفرق بينهما يوجب فصلهما .
فقال الله : ممن تعلمت هذا العلم ؟
ومن أين اكتسبت هذا النور ؟
فأجاب موسى : إنك يارب الذي أعطيتني ،
فقال الله : أتستنكر علي التمييز يا موسى إذن ؟
فهكذا هو الحال إذا أن المخلوق يصل مرحلة من التكامل
بحيث تكون الحياة الدنيا غير مناسبة له ومن الظلم له البقاء فيها .