أبوعلي السعدي مؤسس الموقع صاحب الموقع المدير العام
الدولة : [img][/img] عدد المساهمات : 1098 تاريخ التسجيل : 16/06/2011
| موضوع: دراسة فكرية حول الفكر التربوي والتعليمي والعلمي من وحي نهضة الامام الحسين عليه السلام الأحد ديسمبر 18, 2011 9:07 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رافع الدرجات لمن انخفض لجلاله وفاتح البركات لمن انتصب لشكر إفضاله، والصلاة والسلام على من مَدت عليه الفصاحة رواقها، وشدت به البلاغة نطاقها، المبعوث بالآيات الباهرة والحجج، المنزَّل عليه قرآن عربي غير ذي عوج، وعلى آله الهادين، وأصحابه الذين شادوا الدين، وشرّف وكرّم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
(( الفكر التربوي والتعليمي والعلمي من وحي نهضة الامام الحسين عليه السلام ))
إن أبرز مميزات النهضة الحسينية تجلّت في كونها رسالة حملها الإمام الحسين (عليه السلام) لمقاومة الارتداد والاستبداد الحاصل في عهد الطغيان والجبروت المتمثلة في سلطة الشر والفجور والتخلف والجهل ، وبهذا انطلقت منهجاً ثابتاً وعقيدة راسخة لتجسّد ذلك المعنى في مواقف متلاحقة عملاً بمضمونها. إن الرسالة التي حملها الإمام الحسين عليه السلام من المقومات التي اعتمدتها النهضة تدعونا إلى موقف نستلهمه من الإمام الحسين (عليه السلام) لنتمكن من ردم الهوة الموجودة بين طموحاتنا كأمة تتطلّع إلى حياة الكرامة والعزة والمجد والحق والحرية وممارساتنا كأفراد نعمل على مستوى الأنا المقيّد بمفردات المصالح والأهواء الشخصية. ومن هنا فإن أي نهضة حين تنطلق شرارتها لا بد لها من أهداف ومبادئ تستند عليها للوصول إلى غاياتها المنشودة وهدف الإمام الحسين (عليه السلام) الأساسي هو إعادة البناء وصياغة المجتمع الإسلامي وفق مبادئ الدين الحنيف، بعد أن عاشت الأمة فترة الانحراف ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبناء الفكر العلمي للإنسان تحطم السلطات الجائرة وتصلح الأمة. وبالفعل فقد كانت الانطلاقة الصحيحة في يوم كربلاء، حين ضرب الإمام الحسين (عليه السلام) باستشهاده وأهل بيته وأصحابه الكرام مثلاً عظيماً بمثالية الثائرين ومبادئهم. مجسداً المثل والنموذج الأعلى والأسمى للمسلمين في كل العصور ذلك هو كسر عقدة الخوف العميق والشامل وهذا يؤكد طبيعة العلاقة البعيدة المدى بين معركة استمرت نصف نهار انتهكت فيها حرمات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وُذبح (الحسين مصباح الهدى، وسفينة النجاة). وبين معركة وثورة مستمرة في عصرنا الراهن والعصور القادمة وفق النموذج الذي يؤكد المفهوم الجهادي للإسلام في تاريخه حين خاض معارك كبرى، ولكل معركة بطلها كما كانت لكل معركة ظروفها السياسية وآثارها الاجتماعية. منذ ولدت هذه المأساة، وهي تغذي الفكر العالمي بأرفع ما وصلت إليه البطولة وأقصى ما بلغه الاستشهاد، وبرغم القرون المتتابعة على ولادتها بقيت معانيها تتجدد في كل لحظة، وبقيت مصدراً عجيباً من مصادر الوحي الفني للأقلام السائرة في دروب الحياة إلى منتهى القمم الشوامخ. منذ ذلك الزمن الذي وقعت فيه إلى هذا اليوم الذي يفصل بينه وبين يومها الأول أربعة عشر قرناً، وهي تبدو وكأنها على موعد مع التجديد الرائع في سمو المعاني وسمو الأقلام التي يسيل في لعابها نشيد الخلود. عظمة هذه المأساة لم تكن في اختيار الموت على الحياة أو مواجهة العدد القليل للعدد الهائل الكبير أو في الصبر المذهل أمام وحوش الغابات، وإن كانت هذه المعاني فصولاً خالدة من فصولها الكثيرة، وإنما كانت في شيء آخر. . . كانت في ذلك التحدي المخيف للطغيان الأحمق والظلم البليد والجبروت الغبي. . نعم كانت في هذا المعنى الذي ينتصب في تاريخ الشعوب. ومن كل هذا يجب ان ننهض من نومتنا، وننتبه من غفلتنا، وان نشد حيازيم الهمم، ونغتنم الفرصة ما دام هناك مجال، وما دام في العمر بقية، وما دامت قوانا تحت تصرفنا، وشبابنا موجود، ولم تتغلب عليه بعد الأخلاق الفاسدة، ولم تتأصّل فينا ملكات الرذيلة، فلنبحث عن العلاج، ونعثر على الدواء لإزالة تلك الأخلاق الفاسدة والقبيحة، ونتلمّس السبيل القويم وطريق الرشد والعفاف وننمي في عقولنا الفكر النير للرسالة المحمدية المطهرة وننتهج منهج القرآن الكريم ونتحلى بخلق وأخلاق أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وهذا كله نجده موجودا في نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) وما ضحى من اجله بالغالي والنفيس كي نكون المثل من بعده لهذه الرسالة الخالدة. فإنّ الإسلامَ يؤكّد على ضمّ التربية إلى التعليم، سابقا كلّ النُظم التربوية في ذلك: فليس كافيا - في الإسلام - العِنايةُ بالعلم وحفظ قوانينه وتطبيقها فقط من دون أنْ يتّسمَ الإنسانُ العالم بالأهداف الصالحة، والطيّبة، والنِيّات المخلَصة لله. ومن دون أنْ يتحلّى بالأخلاق الفاضلة والكريمة التي تزكّي نفسه عن الرذائل، والقبائح، والنيّات الخبيثة. وقد ثبتَ أنّ العلم من غير انضباطٍ تربوي يؤدّي بالإنسان المتعلّم إلى الزلَلِ، ويهوي به في المهالك، بل قد يجعل منه وَحْشا ضارِيا يفتك بالآخَرين، كما نجده من عُلماء الغرب في عصرنا الحاضر، إذ أنّ التقدّمَ الصناعيَ، والتكنولوجيا الحديثةَ، على ما لها من إبداعات علميّة خارقة، أدَتْ إلى تطوير الأسلحة الفتّاكة والمدمّرة، التي ما أهدت إلى البَشَر إلاّ رُعْبا ووحشة، ولم تَجْنِ الأرضُ منها إلاّ الدّمار، ولا الإنسانُ منها إلاّ القَلَق وأمّا المناهج العلميّة، وأدواتها الحديثة، فبالرغم من عمقها ويُسرها وسرعتها، فإنّها لم تُفِدْ إنسانَ العصر إلا المزيدَ من الخِبرات في أساليب الخِداع والاستغلال والظلم، والعدوان والتحريف والحرب. والإسلامُ حدَدَ للتعليم والتعلم آدابا، وقرّر مناهج تسهل لكلّ من المعلّمين، والمتعلّمين، مهماتِهم، وتفتح أمامهم سبل الوصول إلى أفضل الأهداف المنشودة. وهذه تعاليم الرسول الأكْرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الكرام من آله عليهم السلام تعدّ من أفضل البرامج التربويّة التي عرفتها البشريّة في مجال الحثّ على العلم والتعليم والتعلّم، والاحتفاظ بالعلم وكتابته وتدوينه وضبطه ونشره. وما ورد عن أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام ، أنّه قالَ: في طلب العلم يا طالب العلم إنّ العلم ذُو فَضائل كثيرة: فرأسُه التواضُعُ ، وعَيْنُه البَراءةُ من الحَسَدِ ، واُذُنُه الفَهمُ، ولِسانُه الصِدْقُ، وحِفْظه الفحْصُ، وقلبُه حُسْنُ النيّة، وعقلُه معرفةُ الأشياءِ والاُمور الواجبة، ويدُه الرّحْمةُ، ورِجْلُه زيارةُ العلماءِ، وهمّتُه السّلامةُ، وحِكمتُه الوَرَعُ، ومستقره النجاةُ. وقائدُه العَافِيةُ. ومركَبُه الوَفاءُ. وسِلاحُه لِيْنُ الكلمة. وسَيْفُه الرِضا. وقوسُه المُداراةُ. وجَيْشُه مُحاوَرةُ العلماء. ومَالُه الأدَبُ. وذَخيرتُه اجْتنابُ الذُنُوبِ. وزادُه المَعْروفُ. وماؤُه المُوادَعةُ. ودَلِيْلُه الهدى. ورَفيقه صُحْبَةُ الأخيار. وقال عليه السلام: العلمُ زَيْن فكُن للعلم مكْتَسِبا **** وكُنْ له طالِبا ما عِشتَ مُقْتَبِسا اُرْكُنْ إليه وَثِقْ بالله واغْنَ بِه **** وكُنْ حليما رزينَ العقلِ مُحْتَرِسا وكُنْ فَتًى ماسِكا مَحْضَ التقى ورعا **** لِلدينِ مُغْتَنِما لِلعلمِ مُفْتَرِسا فَمَنْ تَخَلَقَ بالآداب ظَلَ بها **** رئيسَ قَوْمٍ إذا ما فارَقَ الرُؤَسا وقال عليه السلام: لو صِيْغَ من فِضَةٍ نَفْس على قَدَر * ِلعادَ من فضله لمّا صَفا ذَهبا ما للفتى حَسَب إلا إذا كَمُلَتْ * أخلاقُه وحَوى الاَدابَ والحَسَبا فاطْلُبْ فَدَيتُكَ عِلما واكْتَسِبْ أدبا * تَظْفَرْ بذاك به واسْتَعْجِلِ الطَلَبا أساتذتي الأفاضل ، إخواني أخواتي الزملاء: إن مدرسة الرسول الأعظم وأهل بيته الطيبين الطاهرين والصحابة الكرام المنتجبين كان لها الأثر الكبير في نهضة العقول النيرة التي عملت بجد واجتهاد في خدمة الإنسانية وإخراجها من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى طريق الهداية وإعلاء كلمة الله عز وجل وجعلها هي العليا. . . وجعل كلمة الذين كفروا وظلموا هي السفلى ، وإذاً من الواجب علينا المحافظة على هذه المدرسة العلمية الغنية والعمل من اجل ديمومتها بل والإخلاص والتفاني لابقاءها شامخة إلى عنان السماء بإسم الله العلي القدير جل جلاله وليكن شعارنا إن لا اله ألا الله محمد رسول الله. . . فبه تفلح الأمم وتسود ،وبه تشرق العقول وتنير، وبه تعلو همم الرجال وتسمو ، وكل عمل بلا علم ليس له فائدة ويفشل ، وخير الأعمال عند الله تعالى وتقربنا إليه عزوجل هو المحبة والتآخي والتودد والتصافي ، ورص الصفوف ووحدة الكلمة ولم الشمل وحب الخير للناس. وفي الختام أدعو الله العلي القدير إن يمن على امتنا الإسلامية بالخير والبركات. . . والتوفيق والنجاح والجد والاجتهاد في صالح الأعمال وان يتقبلها منا بالقبول الحسن. . . اللهم ونسألك وندعوك أن تبعد عنا همزات الشيطان وغمزاته ونغزاته وان تكفينا شر الأشرار وعمل الفجار. . . لاسيما وعراقنا الحبيب اللهم ابعد عنه أهل السوء واكشف عنه غمه وهمه وارفع عنه أذى المؤذين وأصلح ذات بيننا. . . واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور ابصارنا وبصيرتنا واجعلنا ممن ينهجون منهجه ويعملون بمضمونه وارحمنا به يا ارحم الراحمين. وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد النبي الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر المنتجبين وسلم تسليما كثيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ونسألكم الدعاء
| |
|
???? زائر
| موضوع: رد: دراسة فكرية حول الفكر التربوي والتعليمي والعلمي من وحي نهضة الامام الحسين عليه السلام الأحد ديسمبر 18, 2011 5:51 pm | |
| |
|
أبوعلي السعدي مؤسس الموقع صاحب الموقع المدير العام
الدولة : [img][/img] عدد المساهمات : 1098 تاريخ التسجيل : 16/06/2011
| موضوع: رد: دراسة فكرية حول الفكر التربوي والتعليمي والعلمي من وحي نهضة الامام الحسين عليه السلام الأحد ديسمبر 18, 2011 11:19 pm | |
| | |
|