مؤمن الطاق كبار شخصيات المنتدى
الأوسمة :
عدد المساهمات : 81 تاريخ التسجيل : 11/10/2011
| موضوع: الحياة السياسة في عصر الإمام العسكري (عليه السلام) شبيهة اليوم !! الخميس أكتوبر 27, 2011 12:47 am | |
| [color=darkblue] الحياة السياسة في عصر الإمام العسكري (عليه السلام) شبيهة اليوم !!
لا ريب أن الحالة السياسية السائدة في أي عصر تشكل المفصل الأساسي الذي تتحرك عليه مجمل الأوضاع الفكرية والاجتماعية والاقتصادية لذلك العصر ، وتنعكس عليه سلبا وإيجابا ، ذلك لان الحاكم يمتلك ـ بسلطته وسطوته وسيطرته علي منابع الثروة لأنها مفاتيح التغيير الاجتماعي والفكري ببسط أسباب الحرية أو الاستبداد ، ويمتلك عوامل الرخاء أو الفساد الاقتصادي بعدله أو جوره ، وكل ذلك منوط بنوع الجهاز الحاكم وسلوك أجهزته التنفيذية ، وفيما يتعلق بتاريخ الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) الذي عاش في العصر العباسي الثاني سنقدم قراءة تاريخية للحكام الذين عاصروا الإمام (عليه السلام) منذ الولادة حتي الشهادة ، ثم نذكر أهم السمات التي طبعت ذلك العصر::.
:: الحكام المعاصرون للإمام ولد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في الثامن من الربيع الأخر سنة232هـ علي القول المشهور في ولادته (عليه السلام) وذلك في أخر ملك الواثق بالله بن المعتصم (227ـ132هـ) وبويع بعده لأخيه جعفر بن المعتصم المعروف بالمتوكل لست بقين من ذي الحجة سنة232هـ ، وكان عمر الإمام العسكري (عليه السلام) نحو ثمانية أشهر ونصف ، وقتل المتوكل سنة247هـ ، وتولي بعده ابنه المنتصر بالله زمام السلطة العباسية لستة أشهر ويومين فقط ، ومات سنة248هـ ، فتولي بعده المستعين بالله احمد بن محمد المعتصم سنة248هـ ، وخلع نفسه بعد فتنة طويلة وحروب كثيرةسنة251هـ ، وتولي بعده المعتز بالله بن المتوكل واسمه محمد وقيل : الزبير(252ـ255هـ) .. واستشهد حجة الله في الأرض الإمام أبو الحسن علي الهادي عليه السلام بعد مضي نحو سنتين ونصف من أيام حكم المعتز بالله ، وذلك في الثالث من رجب سنة 254هـ ، وتولي الإمام العسكري (عليه السلام ) مهام الإمامة الإلهية. ثم جاء إلي السلطة المهتدي بالله محمد بن الواثق بعد خلع المعتز وقتله سنة 255هـ ، وحكم نحو سنة واحدة ، ثم قتله الأتراك سنة256هـ ، وتولي بعده احمد بن جعفر المتوكل المعروف بالمعتمد نحو ثلاث وعشرين سنة حيث قتل سنة 279هـ ، وهكذا استغرقت حياة إمامنا العسكري (عليه السلام) الأيام الأخيرة من حكم الواثق ، ثم تمام حكم المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي مع أربع سنين من حكم المعتمد ، حيث استشهد إمامنا (عليه السلام) يوم الجمعة الثامن من ربيع الأول سنة260هـ ، علي القول المشهور في وفاته (عليه السلام ). المصادر ::: تاريخ الخلفاء/السيوطي : 267 ـ 282 ـ تاريخ اليعقوبي 2 : 484 ـ 507 ـ أعلام الورى/الطبرسي 2 : 111 ـ131 ـ مؤسسة آل البيت لاحياء التراث دلائل الإمامة ، الطبري : 409و324ـ
أهم سمات هذا العصر:: يعتبر هذا العصر بداية لضعف سلطة الدولة العباسية وسقوط هيبتها وانحلالها ، بسبب استيلاء الأتراك علي عاصمة الملك ، وانتقاض أطراف الدولة واستيلاء العمال والولاة عليها ، واعتزال الخلفاء عن شؤون الحكم وانصراف غالبيتهم الي أسباب اللهو والترف والمجون ، وقد انعكست أثار ذلك علي مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل مباشر ، وفيما يلي أهم خصائص هذا العصر::
السمة الأولى ::ـ نفوذ الأتراك وضعف العباسيين تميز هذا العصر بغلبة الأتراك والفراغنه والمغاربة وغيرهم من الموالي و تدخلهم في مقاليد الحكم ، وكان أول ذلك في عصر المعصتم الذي اعتني منذ توليه الحكم سنة218هـ ، باقتناء الترك ، فبعث إلى سمرقند وفرغانة والنواحي في شرائهم ، وبذل فيهم الأموال ، وألبسهم أنواع الديباج ومناطق الذهب ، فكانوا يطردون خيلهم في بغداد ويؤذون الناس ، وضاقت بهم البلد ، فاجتمع إليه أهل بغداد وقالوا : أن لم تخرج عنا بجندك حاربناك ، فكان سبب بنائه سر من راي وتحوله إليها سنة : 220(تواريخ الائمة عليهم السلام / تاج الدين العاملي : 137 – 142 ).. وقيل وبعد ذلك ازداد نفوذ الأتراك في عاصمة العسكر سامراء عام 221 هجرية وتسلموا مناصب هامة كولاة وعمال وقادة جيش ، ومنهم بغا الكبير ، وأبناء موسي ومحمد ، وبابكيال ، وياركوج ، واذكوتكين ، وبغا الصغير الشرابي ، ووصيف بن باغر وغيرهم. وبعد عصر المتوكل ازدادت سيطرتهم علي مقاليد الحكم فأهانوا الخلفاء العباسيين وسلبوا إرادتهم ، وتدخلوا في شؤون الملك ، وتلاعبوا ببيوت الأموال ، وانتهكوا مصالح الأمة ومقدراتها؛فقد قتلوا المتوكل والمهتدي ، وخلعوا المعتز والمؤيد ابني المتوكل من ولاية العهد ، واستخلفوا للمستعين ، واستولوا علي الأموال في عهده ، وقاتلوه حين غضب عليهم ، فاعتصم ببغداد وبايعوا للمعتز من بعده. قال ابن طقطقا : كان الأتراك قد استولوا منذ قتل المتوكل علي المملكة ، واستضعفوا الخلفاء ، فكان الخليفة في يدهم كالأسير أن شاءوا أبقوه ، وان شاءوا اخلعوه ، وان شاءوا قتلوه. ( الفخري في الآداب السلطانية / ابن طقطقا /143 ).. وقد وصف بعض الشعراء الحالة التي انتهت إليها الخلافة العباسية في زمن المستعين الذي ليس له حول ولا قوة مع أمراء الجند الأتراك ومنهم وصيف وبغا بقوله : خليفة في قفص يقول ما قال له ..... بين وصيف وبغا كما تقول الببغـا (تاريخ الخلفاء / السيوطي : 278 )..... ومن مظاهر سيطرة أمراء الأتراك علي جميع أفراد الدولة بما فيهم الخليفة في زمان المعتز بالله ، ما ذكره اليعقوبي في تاريخه حوادث سنة 255هـ ، قال : وثب صالح بن وصيف التركي علي احمد بن إسرائيل الكاتب وزير المعتز ، وعلي الحسن بن مخلد صاحب ديوان الضياع ، وعلي عيسي بن إبراهيم بن نوح وعلي بن نوح ، فحبسهم واخذ أموالهم وضياعهم وعذبهم بأنواع العذاب ، وغلب علي الأمر ، فهم المعتز بجمع الأتراك ، ثم دخل إليه فأزاله من مجلسه ، وصير في بيت ، واخذ رقعته بخلع نفسه ، وتوفي بعد يومين ، وصلي عليه المهتدي ( تاريخ اليعقوبي / 2 : 504 ).... :السمة الثانية: ـ استئثار رجال السلطة بالأموال العامة :: السمة الغالبة في حياة سلاطين هذا العصر ومن سار في ركابهم منع القادة والولاة والأمراء والقضاء هي الاستئثار ببيت المال وتسخيره لخدمة مصالحهم الخاصة وحرمان الأغلبية الساحقة منه ، ومن مظاهر ذلك الاستئثار أم شجاع والدة المتوكل حينما ماتت قبله بسنة خلفت أموالا لا تحصر ؛من ذلك خمسة ألاف ألف دينار من العين وحده (سير اعلام النبلاء / 42). ونقل المؤرخون في أحداث سنة 249 أن المستعين أطلق يد والدته ويد اتامش وشاهك الخادم في بيوت الأموال ، واباحهم فعل ما أرادوا ، فكانت الأموال التي ترد من الأفاق يصير معظمها إلي هؤلاء الثلاثة...وما يفضل من هؤلاء الثلاثة يأخذه اتامش للعباس بن المستعين فيصرفه في نفقاته... وذكروا انه حينما خرج المستعين من سامراء وبويع للمعتز سنة252هـ.. الكامل في التاريخ/ابن الاثير6 : 154ـ خلف في بيت المال بسامراء نحو خمسائة ألف دينار ، وفي بيت مال أم المستعين ألف ألف دينار ، وفي بيت المال العباس ابنه ستمائة ألف دينار (الكامل في التاريخ /6 -166 )... وفي أحداث سنة 255هـ ذكروا انه ظُفِر لقبيحة أم المعتز وزوجة المتوكل بعد خلع المعتز وقتله ، بخزائن تحت الأرض فيها أموال كثيرة ، ومن جملتها دار تحت الأرض وجدوا فيها ألف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار ، ووجدوا في سفط قدر مكوك زمرد لم ير الناس مثله ، وفي سفط أخر مقدار مكوك من اللؤلؤ الكبار ، وفي سفط أخر مقدار كليجة من الياقوت الأحمر الذي لم يوجد مثله ، فقومت الاسفاط بألفي الف دينار (تاريخ الطبري /9- 395 )... أما استعراض تفاصيل أموال وضياع الأمراء والولاة والقضاء وكتاب الدواوين والجواري والمغنين والشعراء وغيرهم من المقربين إلي البلاط ، فبما يخرج بنا عن الغرض ، ويكفي مثالا علي ذلك أن بغا الكبير حينما مات سنة248هـ ترك من المتاع والضياع ما قيمته عشرة ألاف الف دينار ، وترك عشر حباب جوهر قيمتها ثلاثة الاف ألف دينار (تاريخ الخلفاء / 280 )... وكانت مؤونة احمد بن طولون ألف دينار في اليوم...وحينما مات خلف من العين عشرة ألف دينار ، وأربعة وعشرين ألف مملوك (سيرأعلام النبلاء/12-94 )...لاحظ عزيزي القارئ مدى الثراء والبذخ والشعب يعيش الفاقة والفقر ... وكانت غريب جارية المعتمد ذات أموال طائلة.. السمة الثالثة :ـ ميل العباسيين إلى البذخ والترف واللهو:: كان رجال الدولة وعلي رأسهم السلطان ينفقون الأموال الطائلة لشؤونهم الخاصة كاقتناء الجواري والسراري والقيان والمغنين وجميع وسائل اللهو والمجون المتاحة في ذلك العصر ، وكانوا يسرفون في الأنفاق علي الشعراء وبناء القصور ، بينما تعيش الأكثرية الساحقة من الناس علي الكفاف وينهكها الجوع والفقر وتفتك بها الأمراض والأوبئة. فقد كان المتوكل كثير الأنفاق علي الشعراء حتي قيل : ما اعطي خليفة شاعرا ما أعطي المتوكل ، فاجاز مروان بن أبي الجنوب علي قصيدة في مدحه بمائة وعشرين ألف درهم ، وأعطاه حتي اثري كثيرا فقال : فامسك ندي كفيك عني ولاتزد ... فقدخفت ان اطغي وان اتجبرا (تاريخ الخلفاء السيوطي /270 ) .... فقال : لا امسك حتي يغرقك جودي وقرب المتوكل أبا شبل عاصم بن وهب البرجمي ، وكان شاعرا ماجناً ، وانفق عليه حتي اثري ، قال أبو الفرج : نفق عند المتوكل بايثاره البعث وخدمه وخص به فاثري ، وأمر له بثلاثين ألف درهم علي قصيدة من ثلاثين بيتا.. (الاغاني /193 )... واجاز عبيدالله بن يحيي بن خاقان أبا شبل البرجمي أيضا علي قصيدة في مدحه خمسة ألاف درهم ودابة وخلع عليه وعن احمد بن المكي ، قال : غنيت المتوكل صوتا شعره لأبي شبل البرجمي ، فأمر لي بعشرين ألف درهم ، فقلت ياسيدي أسال الله أن يبلغك الهنيدة. فسال عنها الفتح ، فقال : يعني مائة سنة ، فأمر لي بعشرة ألاف أخري . واجاز المتوكل الحسين بن الضحاك الخليع علي أربعة أبيات أربعة ألاف دينار.. (مروج الذهب /388 ).. وكان المتوكل مغرما بالجواري اللاتي يجلبن من أنحاء البلاد بأموال طائلة ، فقد روي عن المسعودي انه قال : كان المتوكل منهمكا في اللذات والشراب ، وكان له أربعة ألاف سرية ووطئ الجميع.. (تاريخ الخلفاء/ 271 )... كما كان ميالا ألى التأنق في تشييد القصور الضخمة التي تعج بالوان من مظاهر الترف والبذخ والعبث اللهو والمجون ، قال اليعقوبي : بني المتوكل قصورا انفق عليها أموالا عظاماً منها : الشاه ، والعروس ، والشبندار ، والبديع ، والغريب ، والبرج ، وانفق علي البرج ألف ألف وسبعمائة ألف دينار.. (تاريخ اليعقوبي /2-491 ).. وقيل : انفق علي الجوسق والجعفري والهاروني أكثر من مئتي ألف ألف درهم ( سيرة أعلام النبلاء 12 ).. أما الإسراف في مراسم البلاط الخاصة بأولاد الخلفاء وغيرهم فهما يطول به الحديث ، ومن شواهد ذلك ما نقله ابن كثير عن مراسم تسليم المعتز علي أبيه بالخلافة ، قال : لما جلس[المعتز] وهو صبي علي المنبر وسلم علي أبيه بالخلافة ، وخطب الناس ، نثرت الجواهر والذهب والدراهم علي الخواص والعوام بدار الخلافة ، وكان قيمة ما نثر من الجواهر يساوي مائة ألف دينار ، ومثلها ذهبا ، وألف وألف درهم غير ما كان من خلع واسمطة وأقمشة مما يفوت الحصر... (البداية والنهاية ص 346 )... أما المستعين فقد قالوا عنه : انه كان متلافا للمال مبذرا ، فرق الجواهر وفاخر الثياب ، واختلت ألخلافة بولايته واضطربت الأمور. (سيرة أعلام النبلاء 12:46 ).. وذكروا إن أم المهتدي محمد بن الواثق ، التي ماتت قبل استخلافه ، انها كانت تحت المستعين ، فلما قتل المستعين صيرها المعتز في قصر الرصافة الذي فيه الحرم ، فلما ولي المهتدي الخلافة قال يوم لجماعة من الموالي : أما أنا فليس لي أم احتاج لها الي غلة عشرة ألاف في كل سنة لجواريها وخدمها والمتصلين بها.(تاريخ الطبري 9 ..والكامل في التاريخ ص 6 : 203 والبداية والنهاية 11 :18).. وأمثلة ذلك كثيرة في التاريخ ، وهي تحكي عن حجم التبذير في بيوت الفاسدين والمتسلطين على رقاب الشعوب ....... لكن الشعوب أقوى من الطغاة بالإرادة والعزيمة والإصرار في إسقاط كل دعائم الظلم والجور .. وما أشبه البارحة باليوم فهم المتسلطين إشباع رغباتهم وتكديس ارصدتهم في البنوك الأجنبية وبشكل يفوق التصور هذا كله على حساب تجويع الشعب وزيادة الفاقة والعطالة والعناء والكبت والشقاء والتهميش والاستبداد وهدر الكرامات والتسقيط ....... لكن .... لكن طوفان الجماهير قادمة تطالب بحقوقهم وتسقط الأنظمة المتسلطة على رقاب الجماهير..... لان الوعي الثقافي والتقدم العلمي في كافة مناحي الحياة يجعل من الشعوب مدركة لحقوقها الشرعية في المواطنة والعيش والأمان مع توفر الخدمات العامة واتاحة فرص العمل بمستوى لائق لا سرقة أموال الشعوب ,,,,,,, [/color] | |
|
أبوعلي السعدي مؤسس الموقع صاحب الموقع المدير العام
الدولة : [img][/img] عدد المساهمات : 1098 تاريخ التسجيل : 16/06/2011
| موضوع: رد: الحياة السياسة في عصر الإمام العسكري (عليه السلام) شبيهة اليوم !! الجمعة أكتوبر 28, 2011 10:29 pm | |
| | |
|
مؤمن الطاق كبار شخصيات المنتدى
الأوسمة :
عدد المساهمات : 81 تاريخ التسجيل : 11/10/2011
| موضوع: رد: الحياة السياسة في عصر الإمام العسكري (عليه السلام) شبيهة اليوم !! السبت أكتوبر 06, 2012 11:07 pm | |
| | |
|