يتبع قصائد المعلقات وشعراءها
فَمِنْهُنَّ سَبْقِي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ كُمَيْتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِـدِ
وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبـاً كَسِيدِ الغَضَا نَبَّهْتَهُ المُتَـورِّدِ
وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ بِبَهْكَنَةٍ تَحْتَ الخِبَاءِ المُعَمَّـدِ
كَأَنَّ البُرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ عَلَى عُشَرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ
كَرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ سَتَعْلَمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّدِي
أَرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ كَقَبْرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَةِ مُفْسِدِ
نَرَى جُثْوَتَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا صَفَائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّـدِ
أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِي عَقِيْلَةَ مَالِ الفَاحِشِ المُتَشَـدِّدِ
أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ وَمَا تَنْقُصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ
لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ
مَتَى مَا يَشَأْ يَوْماً يَقُدْهُ لِحَتْفِـهِ وَمَنْ يَكُ فِي حَبْلِ المَنِيَّةِ يَنْقَـدِ
فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّيَ مَالِكَـاً مَتَى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ
يَلُوْمُ وَمَا أَدْرِي عَـلامَ يَلُوْمُنِـي كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ
وأَيْأَسَنِي مِنْ كُلِّ خَيْـرٍ طَلَبْتُـهُ كَأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ
عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْـرَ أَنَّنِـي نَشَدْتُ فَلَمْ أُغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ
وَقَرَّبْتُ بِالقُرْبَى وجَـدِّكَ إِنَّنِـي مَتَى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثَةِ أَشْهَـدِ
وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَا وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَدِ
وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ بِشُرْبِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَدُّدِ
بِلاَ حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي
فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرُءاً هُوَ غَيْرَهُ لَفَرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَدِي
ولَكِنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُـوَ خَانِقِـي عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَدِ
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ
فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِرٌ وَلَوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَدِ
فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ
فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي بَنُونَ كِرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَهُ خَشَاشٌ كَرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ
فَآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَةً لِعَضْبٍ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ
حُسَامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ
أَخِي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَةٍ إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَدِي
إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِي مَنِيْعاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَهِ يَـدِي
وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِي بَوَادِيَهَا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ
فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ عَقِيلَةُ شَيْخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ
يَقُوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَا أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤْيِدِ
وقَالَ أَلا مَاذَا تَـرَونَ بِشَارِبٍ شَدِيْدٌ عَلَيْنَا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ
وقَالَ ذَرُوهُ إِنَّمَا نَفْعُهَـا لَـهُ وَإِلاَّ تَكُفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ
فَظَلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِلْـنَ حُوَارَهَـا ويُسْعَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَدِ
فَإِنْ مُتُّ فَانْعِيْنِي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَدِ
ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَدِي
بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَى ذَلُولٍ بِأَجْمَاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّدِ
فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي عَدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّدِ
وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِي عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِدِي
لَعَمْرُكَ مَا أَمْرِي عَلَيَّ بُغُمَّةٍ نَهَارِي ولا لَيْلِي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
ويَوْمٌ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِهِ حِفَاظاً عَلَى عَوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ
عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى مَتَى تَعْتَرِكْ فِيْهِ الفَرَائِصُ تُرْعَدِ
وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوَارَهُ عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ
أَرَى المَوْتَ أَعْدَادَ الُّنفُوْسِ ولا أَرَى بَعِيْداً غَدًا مَا أَقْرَبَ اليَوْمَ مَنْ غَدِ
سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً ويَأْتِيْكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وَيَأْتِيْكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ بَتَاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ
===============================
معلقة حارث بن حلزة اليشكري
آذَنَتْـنَـا بِبَيْنِهَـا أَسْمَـاءُ رُبَّ ثَاوٍ يُمَـلُّ مِنْـهُ الثَّـوَاءُ
بَعْدَ عَهْـدٍ لَنَـا بِبُرْقَـةِ شَمَّـا ءَ فَأَدْنَـى دِيَارِهَـا الخَلْصَاءُ
فَالمُحَيَّـاةُ فَالصِّفَـاحُ فَأَعْنَـا قُ فِتَـاقٍ فَعاذِبٌ فَالْوَفَـاءُ
فَرِيَـاضُ الْقَطَـا فَأَوْدِيَـةُ الشُّرْ بُبِ فَالشُّعْبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ
لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فِيهَا فَأَبْكِي الـ ـيَوْمَ دَلْهَاً وَمَا يُحِيرُ البُكَاءُ
وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَـدَتْ هِنْـدٌ النَّـا رَ أَخِيرَاً تُلْـوِي بِهَـا العَلْيَاءُ
فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَـا مِـنْ بَعِيـدٍ بِخَزَازَى هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ
أوْقَدَتْهَا بَيْنَ العَقِيـقِ فَشَخْصَيْـ ـنِ بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّيَاءُ
غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَسْتَعِينُ عَلَى الْهَـمِّ إذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَّجَاءُ
بِزَفُـوفٍ كَأَنَّـهَـا هِقْلَـةٌ أُ مُّ رِئَـالٍ دَوِّيَّـةٌ سَقْفَـاءُ
آنَسَـتْ نَبْـأَةً وَأَفزَعَهَـا القُـ ـنَّاصُ عَصْرَاً وَقَدْ دَنَا الإِمْسَاءُ
فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْـعِ وَالْوَقْـ ـعِ مَنِينَـاً كَأَنَّـهُ إِهْبَاءُ
وَطِرَاقَاً مِنْ خَلْفِهِـنَّ طِـرَاقٌ سَاقِطَاتٌ أَلْوَتْ بِهَا الصَّحْرَاءُ
أَتَلَهَّـى بِهَا الْهَوَاجِرَ إِذْ كُلُّ ابْـ ـنِ هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَمْيَـاءُ
وَأَتَانَا مِنَ الْحَـوَادِثِ وَالأَنْبَـا ءِ خَطْـبٌ نُعْنَـى بِهِ وَنُسَاءُ
إِنَّ إِخْوَانَنَـا الأَرَاقِـمَ يَغْلُـو نَ عَلَيْنَا فِي قِيلِهِـمْ إِحْفَـاءُ
يَخْلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْـ ـبِ وَلا يَنْفَعُ الْخَلِيَّ الْخَلاءُ
زَعَمَوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْـ ـرَ مُـوَالٍ لَنَا وَأَنَّـا الوَلاءُ
أَجْمَعُوا أمْرَهُـمْ عِشَاءً فلَمَّـا أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ
مِنْ مُنَادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْـ ـهَالِ خَيْلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَاءُ
أَيُّهَا النَّاطِـقُ الْمُرَقِّـشُ عَنَّـا عِنْدَ عَمْـرٍو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ
لا تَخَلْنَـا عَلَـى غَرَاتِـكَ إنَّـا قَبْلُ مَا قَدْ وَشَى بِنَا الأَعْدَاءُ
فَبَقِينَـا عَلَى الشَّنَـاءَةِ تَنْمِيـ ـنَا حُصُـونٌ وَعِـزَّةٌ قَعْسَاءُ
قَبْلَ مَا الْيَوْمِ بَيَّضَتْ بِعُيُونِ النَّـ ـاسِ فِيهَا تَغَيُّـظٌ وَإِبَـاءُ
وَكَأَنَّ الْمَنُـونَ تَـرْدِي بِنَا أَرْ عَنَ جَوْناً يَنْجَابُ عَنْهُ الْعَمَاءُ
مُكْفَهِـرَّاً عَلَى الْحَـوَادِثِ لا تَرْ تُوهُ لِلدَّهْرِ مُـؤْيِدٌ صَمَّـاءُ
إِرَمِـيٌّ بِمِثْلِـهِ جَالَـتِ الْخَيْـ ـلُ وَتَأْبَى لِخَصْمِهَا الإِجْلاءُ
مَلِكٌ مُقْسِطٌ وَأَفْضَلُ مَنْ يَمـْ ـشِي وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ
أَيُّمَا خُطَّـةٍ أَرَدْتُـمْ فَأَدُّوهَـ ـا إِلَيْنَا تُشْفَى بِهَا الأَمْلاءُ
إِنْ نَبَشْتُمْ مَا بَيْنَ مِلْحَةَ فَالصَّا قِبِ فِيهِ الأَمْوَاتُ وَالأَحْيَـاءُ
أَوْ نَقَشْتُمْ فالنَّقْشُ يَجْشِمُهُ النَّـا سُ وَفِيهِ الإِسْقَامُ وَالإِبْـرَاءُ
أَوْ سَكَتُّمْ عَنَّا فَكُنَّا كَمَنْ أَغْـ ـمَضَ عَيْنَاً فِي جَفْنِهَا الأَقْذَاءُ
أَوْ مَنَعْتُمْ مَا تُسْأَلُونَ فَمَنْ حُـدِّ ثْتُمُوهُ لَـهُ عَلَيْنَـا الْعَـلاءُ
هَلْ عَلِمْتُمُ أَيَّامَ يُنْتَهَبُ النَّـا سُ غِوَارَاً لِكُلِّ حَيِّ عُـوَاءُ
إِذْ رَفَعْنَا الجِمَالَ مِنْ سَعَفِ البَحْـ ـرَيْنِ سَيْرَاً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ
ثُمَّ مِلْنَـا عَلَى تَمِيـمٍ فَأَحْرَمْـ ـنَا وَفِينَا بَنَاتُ قَـوْمٍ إِمَـاءُ
لا يُقِيمُ العَزِيـزُ بِالبَلَـدِ السَّهْـ ـلِ وَلا يَنْفَعُ الذَّلِيلَ النَّجَاءُ
لَيْسَ يُنْجِي الّذِي يُوَائِلُ مِنَّـا رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجْلاءُ
مَلِـكٌ أَضْـرَعَ الْبَـرِيَّةَ لا يُو جَدُ فِيهَـا لِمَا لَدَيْـهِ كِفَاءُ
كَتَكَالِيـفِ قَوْمِنَـا إِذْ غَزَا الْمُنْـ ـذِرُ هَلْ نَحْنُ لابْنِ هِنْدٍ رِعَاءُ
مَا أَصَابُـوا مِنْ تَغْلِبِـيٍّ فَمَطْلُو لٌ عَلَيْهِ إِذَا أُصِيـبَ الْعَفَـاءُ
إِذَا أَحَـلَّ العَلْيَـاءَ قُبَّـةَ مَيْسُو نَ فَأَدْنَى دِيَارِهَا العَوْصَـاءُ
فَتَـأَوَّتْ لَـهُ قَرَاضِبـَةٌ مِـنْ كُـلِّ حَيِّ كَأَنَّهُـمْ أَلْقَـاءُ
فَهَدَاهُمْ بِالأَسْوَدَيْنِ وَأَمْـرُ اللّـ ـهِ بِلْغٌ تَشْقَى بِهِ الأَشْقيَاءُ
إذْ تَمَّنوْنَهُـمْ غُـرُورَاً فَسَاقَتْـ ـهُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّـةٌ أَشْـرَاءُ
لَمْ يَغُـرُّوكُمُ غُـرُورَاً وَلـكِنْ رَفَعَ الآلُ شَخْصَهُم وَالْضَّحَاءُ
أَيُّهَـا النَّاطِـقُ الْمُبَلِّـغُ عَنَّـا عِنْدَ عَمْرٍو وَهَلْ لِذَاكَ انْتِهَاءُ
مَنْ لَنَـا عِنْـدَهُ مِنَ الْخَيْـرِ آيَا تٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِنَّ الْقَضَاءُ
آيَـةٌ شَـارِقُ الشَّقِيقَـةِ إِذْ جَـا ءَتْ مَعَـدٌّ لِكُلِّ حَـيِّ لِوَاءٌ
حَوْلَ قَيْسٍ مُسْتَلْئِمِيـنَ بِكَبْـشٍ قَـرَظِـيٍّ كَأَنَّـهُ عَبْـلاءُ
وَصَتِيـتٍ مِنَ العَوَاتِـكِ لا تَنْـ ـهَاهُ إِلاَّ مُبْيَضَّـةُ رَعْـلاءُ
فَرَدَدْنَاهُـمُ بِطَعْـنٍ كَمَا يَخْـ ـرُجُ مِنْ خُرْبَةِ الْمَزَادِ الْمَاءُ
وَحَمَلْنَاهُـمُ عَلَى حَـزْمِ ثَهْـلا نَ شِـلاَلاً وَدُمِّـيَ الأَنْسَاءُ
وَجَبَهْنَاهُـمُ بِطَعْـنٍ كَمَـا تُنْـ ـهَزُ فِي جُمَّةِ الطَّـوِيِّ الدِّلاءُ
وَفَعَلْنَـا بِهِمْ كَمَا عَلِـمَ اللهُ وَمَـا إِنْ لِلْحَائِنِيـنَ دِمَـاءُ
ثُمَّ حُجْـرَاً أَعْنِـي ابْنَ أُمِّ قَطَـامٍ وَلَـهُ فَارِسِيّـَةٌ خَضْـرَاءُ
أَسَـدٌ فِي اللِّقَـاءِ وَرْدٌ هَمُـوسٌ وَرَبِيعٌ إِنْ شَمَّـرَتْ غَبْرَاءُ
وَفَكَكْناُ غُلَّ امْرِىءِ القَيْسِ عَنْـ ـهُ بَعْدَمَا طَالَ حَبْسُهُ وَالعَنَاءُ
وَمَعَ الجَـوْنِ جَوْنِ آلِ بَنِي الأَوْ سِ عَنُـودٌ كَأَنَّـهَا دَفْـوَاءُ
مَا جَزِعْنَا تَحْتَ العَجَاجَةِ إِذْ وَلَّـ ـوْا شِلالاً وَإِذْ تَلَظَّى الصِّلاءُ
وَأَقَدْنَـاهُ رَبَّ غَسَّـانَ بِالْمُنْـ ـذِرِ كَرْهَاً إِذْ لا تُكَالُ الدِّمَاءُ
وَأَتَيْنَـاهُـمُ بِتِسْعَـةِ أَمْـلا كٍ كِرَامٍ أَسْلابُـهُم أَغْـلاءُ
وَوَلَدْنَا عَمْـرَو بْنَ أُمِّ أُنَـاسٍ مِنْ قَرِيبٍ لَمَّا أَتَانَـا الحِبَـاءُ
مِثْلُهَا تُخْـرِجُ النَّصَيحَـةَ لِلْقَوْ مِ فَـلاةٌ مِنْ دُونِهَا أَفْـلاءُ
فَاتْرُكُوا الطَّيْـخَ وَالتَّعَاشِـي وَإِمَّا تَتَعَاشَوْا فَفِي التَّعَاشِي الـدَّاءُ
وَاذْكُرُوا حِلْفَ ذِي الْمَجَازِ وَمَا قُدِّ مَ فِيـهِ العُهُودُ وَالكُفَـلاءُ
حَذَرَ الْجَوْرِ وَالتَّعَدِّي وَهَلْ يَنْـ ـقُضُ مَا فِي الْمَهَارِقِ الأَهْوَاءُ
وَاعْلَمُـوا أَنَّنَـا وَإِيَّاكُـمْ فِيـ ـمَا اشْتَرَطْنَا يَوْمَ اخْتَلَفْنَا سَوَاءُ
عَنَنَـاً بَاطِـلاً وَظُلْمَاً كَمَا تُعْـ ـتَرُ عَنْ حُجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّبَاءُ
أَعَلَيْنَـا جُنَـاحُ كِنْـدَةَ أَنْ يَغْـ ـنَمَ غَازِيهِمُ وَمِنَّـا الجَزَاءُ
أَمْ عَلَيْنَا جَـرَّى إِيَادٍ كَمَا نِيـ ـطَ بِجَوْزِ الْمُحَمَّلِ الأَعْبَاءُ
لَيْسَ مِنَّا الْمُضَرَّبُـونَ وَلا قَيْـ ـسٌ وَلا جَنْدَلٌ وَلا الْحَـذَّاءُ
أَمْ جَنَايَـا بَنِـي عَتِيـقٍ فَإنَّـا مِنْكُـمُ إِنْ غَدَرْتُـمْ بُـرَاءُ
وَثَمَانُـونَ مِنْ تَمِيـمٍ بِأَيْدِيـ ـهِمْ رِمَاحٌ صُدُورُهُنَّ الْقَضَاءُ
تَرَكُوهُـمْ مُلَحَّبِيـنَ وَآبُـوا بِنِهَابٍ يَصُـمُّ مِنْهَا الْحُـدَاءُ
أَمْ عَلَيْنَا جَـرَّى حَنِيفَـةَ أَمْ مَا جَمَّعَتْ مِنْ مُحَارِبٍ غَبْـرَاءُ
أَمْ عَلَيْنَا جَـرَّى قُضَاعَـةَ أَمْ لَيْـ ـسَ عَلَيْنَا فِيمَا جَنَوْا أَنْدَاءُ
ثُمَّ جَاؤُوا يَسْتَرْجِعُـونَ فَلَمْ تَرْ جِعْ لَهُمْ شَامَةٌ وَلا زَهْـرَاءُ
لَمْ يُحِلُّـوا بَنِـي رِزَاحٍ بِبَرْقَا ءِ نِطَاعٍ لَهُمْ عَلَيْهِـمْ دُعَـاءُ
ثُمَّ فَاؤُوا مِنْهُمْ بِقَاصِمَـةِ الظَّهْـ ـرِ وَلا يَبْرُدُ الغَلِيـلَ الْمَـاءُ
ثُمَّ خَيْلٌ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ مَعَ الغَـلاَّ قِ لا رَأْفَـةٌ وَلا إِبْقَـاءُ
وَهْوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيـدُ عَلَـى يَوْ مِ الْحِيَارَيْـنِ وَالْبَـلاءُ بَـلاءُ
==================================
معلقة لبيد بن ربيعة
ِعَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا
فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا خَلَقَاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهَا
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَا حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وَحَرَامُهَا
رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا
مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ وَعَشِيَّةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَا
فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ بِالجَلْهَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَـا
وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَا عُوذَاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَا
وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَا أَقْلامُـهَا
أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا كِفَفَاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا
فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيْفَ سُؤَالُنَا صُمَّاً خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَا
عَرِيَتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا مِنْهَا وَغُودِرَ نُؤْيُهَا وَثُمَامُهَا
شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا فَتَكَنَّسُوا قُطُنَاً تَصِرُّ خِيَامُهَا
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُـهَا
زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفَـاً أرْآمُهَا
حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا
بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارَ وقَدْ نَأَتْ وتَقَطَّعَتْ أَسْبَابُهَا وَرِمَامُـهَا
مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَـاوَرَتْ أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا
بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ فَتَضَمَّنَتْهَا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُـهَا
فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّـةٌ فِيْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا
فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّـةٍ صَرَّامُهَا
وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَا
بِطَلِيحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَا
فَإِذَا تَغَالَى لَحْمُهَا وَتَحَسَّرَتْ وَتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَا
فَلَهَا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَا صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا
أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاَحَهُ طَرْدُ الفُحُولِ وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا
يَعْلُو بِهَا حَدَبَ الإِكَامِ مُسَحَّجٌ قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَا وَوِحَامُـهَا
بِأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَـهَا قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَا
حَتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةً جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَا
رَجَعَا بِأَمْرِهِمَا إِلىَ ذِي مِرَّةٍ حَصِدٍ وَنُجْحُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامـُهَا
وَرَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وَتَهَيَّجَتْ رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وَسِهَامُهَا
فَتَنَازَعَا سَبِطَاً يَطِيْرُ ظِلالُـهُ كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا
مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَجٍ كَدُخَانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُـهَا
فَمَضَى وَقَدَّمَهَا وَكَانَتْ عَادَةً مِنْهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُـهَا
فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا مَسْجُـورَةً مُتَجَاوِرَاً قُلاَّمُهَا
مَحْفُوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَا مِنْهُ مُصَرَّعُ غَابَـةٍ وَقِيَامُـهَا
أَفَتِلْكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ خَذَلَتْ وَهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَا
خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَرِمْ عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وَبُغَامُهَا
لِمعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَـازَعَ شِلْـوَهُ غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنَّ طَعَامُهَا
صَادَفْنَ منهَا غِـرَّةً فَأَصَبْنَهَا إِنَّ الْمَنَايَا لاَ تَطِيشُ سِهَامُهَا
بَاَتتْ وَأَسْبَلَ وَاكِفٌ من دِيـمَةٍ يُرْوِي الْخَمَائِلَ دَائِمَاً تَسْجَامُها
يَعْلُو طَرِيقَةَ مَتْنِهَا مُتَوَاتِـرٌ فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُـومَ غَمَامُهَا
تَجَتَافُ أَصْلاً قَالِصَاً مُتَنَبِّـذَاً بعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هُيَامُـهَا
وَتُضِيءُ في وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيرَةً كَجُمَانَةِ الْبَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَا
حَتَّى إِذَا انْحَسَرَ الظَّلامُ وَأَسْفَرَتْ بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلاَمُهَا
عَلِهَتْ تَرَدَّدُ في نِهَاءِ صُعَائِدٍ سَبْعَاً تُؤَامَاً كَامِـلاً أَيَّامُهَا
حَتَّى إِذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ خَالِقٌ لَمْ يُبْلِـهِ إِرْضَاعُهَا وَفِطَامُـهَا
فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ وَالأَنِيسُ سُقَامُهَا
فَغَدَتْ كِلاَ الْفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ مَوْلَى الْمَخَافَةِ خَلْفُهَا وَأَمَامُهَا
حَتَّى إِذَا يَئِسَ الرُّمَاةُ وَأَرْسَلُوا غُضْفَاً دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُهَا
فَلَحِقْنَ وَاعْتَكَرَتْ لَهَا مَدْرِيَّـةٌ كَالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّهَا وَتَمَامُـهَا
لِتَذُودَهُنَّ وَأَيْقَنَتْ إِنْ لَمْ تَذُدْ أَنْ قَدْ أَحَمَّ مِنَ الحُتُوفِ حِمَامُهَا
فَتَقصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِ فَضُرِّجَتْ بِدَمٍ وَغُودِرَ في الْمَكَرِّ سُخَامُهَا
فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى وَاجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَا
أَقْضِي اللُّبَانَةَ لا أُفَـرِّطُ رِيبَـةً أَوْ أَنْ يَلُومَ بِحَاجَةٍ لَوَّامُـهَا
أَوَ لَمْ تَكُنْ تَدْرِي نَوَارُ بِأنَّنِي وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُهَا
تَرَّاكُ أَمْكِنَةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَـهَا أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا
بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِينَ كَمْ مِن لَيْلَةٍ طَلْقٍ لَذِيذٍ لَهْوُهَا وَنِدَامُـهَا
قَدْ بِتُّ سَامِرَهَا وَغَايَةَ تَاجِرٍ وَافَيْتُ إِذْ رُفِعَتْ وَعَزَّ مُدَامُهَا
أُغْلِي السِّبَاءَ بكُلِّ أَدْكَنَ عَاتِقٍ أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وَفُضَّ خِتَامُهَا
بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وَجَذْبٍ كَرِينَةٍ بِمُوَتَّـرٍ تَأْتَالُـهُ إِبْهَامُـهَا
بَادَرْتُ حَاجَتَها الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ لأَعُلَّ مِنْهَا حِينَ هَبَّ نِيَامُهَا
وَغَدَاةَ رِيحٍ قَدْ وَزَعْتُ وَقِرَّةٍ قَدْ أَصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَا
وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرْطٌ وِشَاحِي إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَا
فَعَلَوْتُ مُرْتَقَبَاً عَلَى ذِي هَبْوَةٍ حَرِجٍ إِلَى أَعْلاَمِهِنَّ قَتَامُهَا
حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَدَاً في كَافِرٍ وَأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَا
أَسْهَلْتُ وَانْتَصَبَت كَجِذْعِ مُنِيفَةٍ جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دُونَهَا جُرَّامُهَا
رَفَّعْتُهَا طَرْدَ النّعَـامِ وَشَلَّـهُ حَتَّى إِذَا سَخِنَتْ وَخَفَّ عِظَامُهَا
قَلِقَتْ رِحَالَتُها وَأَسْبَلَ نَحْرُهَا وَابْتَلَّ مِن زَبَدِ الحَمِيمِ حِزَامُهَا
تَرْقَى وَتَطْعَنُ في الْعِنَانِ وَتَنْتَحِي وِرْدَ الْحَمَامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمَامُهَا
وَكَثِيرَةٍ غُرَبَاؤُهَـا مَجْهُولَـةٍ تُرْجَى نَوَافِلُهَا وَيُخْشَى ذَامُهَا
غُلْبٍ تَشَذَّرُ بِالذُّخُولِ كَأَنَّهَا جِنُّ الْبَدِيِّ رَوَاسِيَاً أَقْدَامُـهَا
أَنْكَرْتُ بَاطِلَهَا وَبُؤْتُ بِحَقِّهَا عِنْدِي وَلَمْ يَفْخَرْ عَلَيَّ كِرَامُهَا
وَجَزُورِ أَيْسَارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِهَا بِمَغَالِقٍ مُتَشَابِـهٍ أَجْسَامُـهَا
أَدْعُو بِهِنَّ لِعَاقِرٍ أَوْ مُطْفِـلٍ بُذِلَتْ لِجِيرَانِ الجَمِيعِ لِحَامُهَا
فَالضَّيْفُ وَالجَارُ الَجَنِيبُ كَأَنَّمَا هَبَطَا تَبَالَةَ مُخْصِبَاً أَهْضَامُهَا
تأوِي إِلى الأَطْنَابِ كُلُّ رَذِيَّـةٍ مِثْلِ الْبَلِيَّةِ قَالِـصٍ أَهْدَامُـهَا
وَيُكَلِّلُونَ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَتْ خُلُجَاً تُمَدُّ شَوَارِعَاً أَيْتَامُـهَا
إِنَّا إِذَا الْتَقَتِ الْمَجَامِعُ لَمْ يَزَلْ مِنَّا لِزَازُ عَظِيمَـةٍ جَشَّامُـهَا
وَمُقَسِّمٌ يُعْطِي الْعَشِيرَةَ حَقَّهَا وَمُغَذْمِرٌ لِحُقُوقِـهَا هَضَّامُـهَا
فَضْلاً وَذُو كَرَمٍ يُعِينُ عَلَى النَّدَى سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِبٍ غَنَّامُهَا
مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُمْ وَلِكُلِّ قَوْمٍ سُنَّـةٌ وَإِمَامُـهَا
لاَ يَطْبَعُونَ وَلاَ يَبُورُ فِعَالُهُمْ إِذْ لا يَمِيلُ مَعَ الْهَوَى أَحْلامُهَا
فَاقْنَعْ بِمَا قَسَمَ الْمَلِيكُ فَإِنَّمَا قَسَمَ الْخَلائِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُـهَا
وَإِذَا الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ في مَعْشَرٍ أَوْفَى بِأَوْفَرِ حَظِّنَا قَسَّامُـهَا
فَبَنَى لَنَا بَيْتَاً رَفِيعَاً سَمْكُـهُ فَسَمَا إِلَيْهِ كَهْلُهَا وَغُلامُهَا
وَهُمُ السُّعَاةُ إذَا الْعَشِيرَةُ أُفْظِعَتْ وَهُمُ فَوَارِسُهَا وَهُمْ حُكَّامُهَا
وَهُمُ رَبِيعٌ لِلْمُجَـاوِرِ فِيهِمُ وَالْمُرْمِلاتِ إِذَا تَطَاوَلَ عَامُهَا
وَهُمُ الْعَشِيرَةُ أَنْ يُبَطِّىءَ حَاسِدٌ أَوْ أَنْ يَمِيلَ مَعَ الْعَدُوِّ لِئَامُهَا
=================================
انتهى وتقبلوا خالص تحياتي كما ارجو خالص دعاءكم لي ولكل أمة الاسلام